ما هو تعريف الاختناق وأسبابه واعراضه وعلاماته
تعريف الاختناق وأسبابه واعراضه وعلاماته
تعريف الاختناق (الأسفكسيا)
تحدث وفيات الاختناق نتيجة فشل خلايا الجسم في إستقبال أكسيجين الهواء الجوي أو عدم قدرة هذه الخلايا على الاستفادة من الأكسيجين الواصل إليها. حرمان خلايا الجسم من الأكسيجين قد يكون جزئي (نقص الأكسدة hypoxia) أو كامل (عدم الأكسدة anoxia). دائماً يطلق على وفيات الاختناق لفظ الأسفكسيا (asphyxia).
أسباب الاختناق
يحدث الاختناق (الأسفكسيا) نتيجة سبب أو أكثر من الأسباب التالية:
- غياب أو نقص الأكسيجين بالوسط الخارجي المحيط
بالإنسان كما يحدث في حالات إنخفاض الضغط الجوي أو استبدال الأكسيجين بغاز آخر مثل النيتروجين أو ثاني أكسيد الكربون.
- انسداد المسالك التنفسية الخارجية (الأنف والفم) كما يحدث في حالات كتم النفس أو الإسكات.
- انسداد المسالك التنفسية الداخلية في مستوى الحنجرة أو البلعوم أو القصبة الهوائية كما يحدث في حالات الخنق أو الشنق.
- إعاقة حركات التنفس مما يمنع استنشاق الهواء خلال المسالك التنفسية المفتوحة كما يحدث في حالات الاختناق الرضي عند ضغط عجلات سيارة أو ما شابه ذلك فوق الصدر ، أو عند وجود شلل نتيجة إصابة جذع المخ.
- أمراض الرئة التي تمنع أو تقلل تبادل الغازات مثل
الوذمة الرئوية والتليف المنتشر وحالات مرضية أخرى عديدة قد تؤدي إلى حدوث نقص الأكسدة.
- ضعف كفاءة القلب يؤدي إلى نقص دوران الدم المؤكسد وهي الحالة التي تسمى عدم الأكسدة الركودية stagnant anoxia.
- نقص قدرة الدم على نقل الأكسيجين كما يحدث في حالات فقر الدم الشديد أو عند ارتباط هيموجلوبين الدم بغاز أول أكسيد الكربون.
- عدم قدرة خلايا أنسجة الجسم على استخدام الأكسيجين الوارد إليها بالدم كما يحدث في حالات التسمم بالسيانيد حيث يصبح إنزيم السيتوكروم أوكسيداز غیر فعال.
أعراض الاختناق
أولاً ــ مرحلة عسر التنفس:
تظهر أعراض تلك المرحلة نتيجة تراكم ثاني أكسيد الكربون بالجسم أكثر من نتيجة نقص الأكسيجين وتتضح علي هيئة:
* تنبیه مركز التنفس الذي يؤدي إلى زيادة معدل التنفس ليصبح سريع ومنتظم وقوي.
* زرقة الوجه والشفتين وأظافر اليدين والأغشية المخاطية.
* زيادة النبض نتيجة تنبيه المركز الحركي للأوعية الدموية.
* ضيق شرايين الدم مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم.
تعتمد مدة هذه المرحلة على درجة الاختناق هل هو تام أم جزئي، وكمية الأكسيجين الموجود بالجسم.
ثانياً ــ مرحلة التشنجات:
تتميز مرحلة التشنجات بما يلي:
* يتأثر الجهاز العصبي المركزي باستمرار نقص الأكسيجين وزيادة ثاني أكسيد الكربون بالجسم مما يؤدي إلى ظهور التشنجات التي تكون في البداية تشنجات إرتعاشية ثم تتحول لتشنجات توترية.
* استمرار معدل زيادة النبض.
* يستمر انتظام التنفس ، ولكن تصبح عملية الزفير طويلة.
* ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى انفجار الأوردة وظهور النزيف النمشي على سطح الرئة والقلب وغشاء البلورا والتامور والسحايا وملتحمة العين والجفون والوجه.
* زيادة حدة الزرقة نتيجة زيادة كمية الهيموجلوبين الغير مؤكسد ، مع ظهور الاحتقان.
* قد يحدث تقئ.
* في نهاية هذه المرحلة يقل معدل النبض وينخفض ضغط الدم.
ثالثاً ــ مرحلة التنفس غير المنتظم:
تتميز مرحلة التنفس الغير منتظم بما يلي:
* فقدان الوعي.
* يصبح التنفس غير منتظم وشخيري وعلى فترات متباعدة.
* اتساع حدقتي العينين.
* ارتخاء العضلات.
* قد يحدث تبول وتبرز لا إرادي.
* قد يحدث خروج للسائل المنوي من العضو الذكري.
علامات الاختناق
إن النزيف النمشي هو مؤشر غير موثوق به كدليل على حدوث الأسفكسيا وخاصة عند العثور على الجثة مستلقية على بطنها أو كانت الرأس متدلية لأسفل.
ينشأ الاحتقان نتيجة منع عودة الدم الوريدي (الدم الغير مؤكسد) من المخ والعنق فوق مستوى الانسداد الوريدي مما يؤدي إلي تحول لون الوجه والشفتين واللسان والأحشاء الداخلية إلى اللون الأحمر أو اللون الداكن.
غالباً يصاحب الاحتقان تورم نسيجي نتيجة الوذمة إذا استمر الانسداد الوريدي. تحدث هذه الوذمة فوق مستوى الضغط على العنق. غالباً تشاهد أيضاً وذمة رئوية نتيجة نقص الأكسدة وارتفاع ضغط الأوعية الرئوية التي قد تؤدي إلى ظهور زبد رغوي غزير ينساب من الفم وفتحتي الأنف وخاصة في معظم حالات الخنق. إن الاحتقان والوذمة الرئوية أيضاً هي علامات لا يقتصر حدوثها على وفيات الأسفكسيا ولكنها تشاهد في العديد من الوفيات مما يجعل دلالتهما التشخيصية ضعيفة.
تظهر الزرقة كثيراً بالمتوفين بالشفتين والأظافر وأرنبة الأنف والأذنين. قد تشاهد الزرقة بالأحياء عند تعرضهم للبرد القارص أو عند تعرضهم لأي مرض يقلل من قدرة
الهيموجلوبين على الارتباط بالأكسيجين. تحدث الزرقة في العديد من الوفيات التي لا تتعلق بالأسفكسيا. ولذلك، فهي لا تعتبر مؤشر أو علامة تشخيصية للأسفكسيا.
ذكر العالم تارديو في أبحاثه المنشورة سنة ۱۸۰۰ ما أسماه (بقع تارديو). هذه البقع عبارة عن أنزفة دموية صغيرة يتراوح قطرها بين3 - 1 ملليمتر دائرية الشكل غالباً، تشاهد على سطح الأحشاء الداخلية وخاصة الرئتين (في سرة الرئة وقاعدتها وحافتها السفلية) والقلب وغشاء البلورا وغشاء التامور المحيط بالقلب والسحايا المحيطة بالمخ. نكر العالم تارديو أن هذه الأنزفة تحدث على وجه الخصوص للمخ. ذكر العالم تارديو أن هذه الأنزفة تحدث على وجه الخصوص في حالات كتم النفس لحظة انقطاع التنفس.
بمرور الوقت ثبت عدم اقتصار تلك البقع على حالات كتم النفس فقط حيث تشاهد هذه البقع في وفيات العديد من الحالات المرضية مثل الصرع وفي وفيات العديد من حالات التسمم. أي إن بقع تارديو ليست مؤشر لحدوث الأسفكسيا نظرا لتواجدها في وفيات أخرى.
إن السبيل الوحيد لتشخيص حالات الأسفكسيا الميكانيكية هو البحث عن المظاهر الإصابية الموضعية بالجثة خارجياً وداخلياً بمنطقة العنق والوجه والصدر التي تشير إلى حدوث عنف جنائي.