حبة الغلة ويكيبيديا معلومات عن حباية الغلة؟
فوسفيد الألومنيوم، المعروف شعبيًا بـ"حبة الغلة"، هو مركب كيميائي يُستخدم كمبيد حشري فعّال لحماية الحبوب المخزّنة من الآفات والتسوس. يأتي هذا المركب على هيئة أقراص صلبة، وعند تعرضه للرطوبة، يتفاعل ليُطلق غاز الفوسفين السام، الذي يقضي على الحشرات والآفات دون ترك بقايا ضارة على الحبوب.
يُعتبر فوسفيد الألومنيوم من أكثر المبيدات استخدامًا في مجال الزراعة، نظرًا لفعاليته العالية وتكلفته المنخفضة. يُستخدم في تبخير الحبوب داخل الصوامع، المخازن، وحتى في البواخر، لضمان حماية المحاصيل من التلف والحفاظ على جودتها. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم هذا المركب في مكافحة القوارض وسوسة النخيل، مما يبرز تعدد استخداماته في المجال الزراعي.
على الرغم من فوائده الكبيرة في حماية المحاصيل، إلا أن فوسفيد الألومنيوم يحمل مخاطر صحية جسيمة عند استخدامه بطرق غير صحيحة. فهو مادة شديدة السمية، ويمكن أن يؤدي التعرض المباشر له، سواء عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق، إلى أعراض تسمم حادة قد تصل إلى الوفاة. في السنوات الأخيرة، سُجّلت حالات انتحار باستخدام "حبة الغلة"، نظرًا لتوفرها وسهولة الحصول عليها، مما أثار قلقًا متزايدًا حول ضرورة تنظيم بيعها واستخدامها.
استجابةً لهذه المخاطر، اتخذت الجهات المعنية عدة إجراءات للحد من سوء استخدام فوسفيد الألومنيوم. ففي مصر، على سبيل المثال، شددت وزارة الزراعة على ضرورة بيع هذه المادة من خلال جهات متخصصة فقط، مثل الجمعيات الزراعية وغرف البنك الزراعي، مع فرض رقابة صارمة على الكميات المستوردة والموزعة. كما تم تقليل كميات الاستيراد بشكل ملحوظ للحد من انتشارها غير المراقب.
من جانبه، أكد حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، على أهمية استخدام فوسفيد الألومنيوم بالطريقة المثلى وتحت إشراف مختصين، مشيرًا إلى أنه مبيد حشري مثالي لإبادة آفات الحبوب وحفظها من التسوس. كما شدد على ضرورة توعية المزارعين والمستهلكين حول الاستخدام الآمن لهذا المبيد، وتخزينه في أماكن جافة وبعيدة عن متناول الأطفال، مع التخلص من العبوات الفارغة بطرق آمنة.
في الختام، يُعتبر فوسفيد الألومنيوم أداة فعّالة في حماية المحاصيل الزراعية والحفاظ على الأمن الغذائي. ومع ذلك، يتطلب استخدامه وعيًا كاملًا بمخاطره واتباع إرشادات السلامة بدقة، لضمان تحقيق الفائدة المرجوة منه دون تعريض الصحة العامة للخطر.