في تصنيف إسلاميات بواسطة (3.4مليون نقاط)

عوامل إرسال وفود العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، 

عوامل إرسال وفود العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

نُرحب بكم زوارنا الكرام في موقع مـا الحـل، حيث نسهم في نشر المسائل الدينية والفقهيه بأسلوب شيق ومختصر سهل الفهم، على شكل سؤال وجواب، وهي مفيدة للباحث في مجال الدين الإسلامي وطالب العلم، وغيره ممن يبحث عن أحكام الفقه في الدين. وفيما يلي نعرض عوامل إرسال وفود العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا سمى عام الوفود بهذا الاسم، الفرق بين الوفود والضيوف، كانت أغلبية الوفود إلى المدينة في سنتي، عام الوفود عند الشيعة، من الصحابي الذي اسلم عام الوفود، الدروس المستفادة من عام الوفود، وفد بني حنيفة، وفد اليمن إلى الرسول، عام الوفود الدرر السنية، وفد نجران، أول وفد في الإسلام، السيرة النبوية وفد نجران. 

السيرة النبوية وفد نجران صلى الله عليه وسلم 

توسعت الرقعة الإسلامية في الجزيرة العربية بعد أن فتحت مكة، وتم القضاء على قيادة الشرك بها، وظهر الإسلام كقوة لا يستهان بها، لاسيما بعد فرار جيش الروم أمام المسلمين في غزوة تبوك؛ ففي السنة الثامنة وبداية السنة التاسعة للهجرة أخذت القبائل العربية ترسل وفودها إلى المدينة المنورة. 

عوامل إرسال العرب وفودها إلى الرسول ﷺ

تتلخص عوامل ارسال القبائل العربية وفودها إلى المدينة في ما يأتي :

  1. تأكدها من أن الرسول ﷺ نبي مرسل من عند الله، فقد ربطت تلك الـقـبـائل حادثة الفيل بفتح مكة، وأن دخولها وهدم أصنامها لا يكون إلا من نبي. 
  2. فتح مكة أزال منها هيمنة قريش وسيادتها على مكة.
  3. شعور القبائل العربية أن لا طاقة لهم في مواجهة المسلمين، بعد أن أصبحوا القوة العظمى في الجزيرة العربية، وخصوصاً بعد فرار جيش الروم أمام المسلمين في غزوة تبوك، الأمر الذي لم يكونوا يتوقعونه. 
  4. انتشار الدعاة في أنحاء الجزيرة العربية، وتبيينهم للناس مزايا الإسلام، وصدق نبوة محمد ﷺ.
  5. تنوع الدوافع والغايات لدى الوفود :
  • فمنهم من جاء ليعلن إسلامه ويتفقه في الدين ويسأل رسول الله عن أمور دينه ودنياه.
  • ومنهم من جاء للمباهلة والمجادلة مثل وفد نصارى نجران.
  • ومنهم من جاء للمفاخرة والتباهي مثل وفد تميم.
  • منهم من جاء لطلب العون والمساعدة.
  • ومنهم من جاء للسلتم على رسول الله ﷺ والتشرف بلقائه والتعرف على إخوانهم المسلمين وهم الذين كانوا قد أسلموا من قبل.

 

نماذج من الوفود التي قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم 

الوفود التي قدمت على رسول الله ﷺ كثيرة، نكتفي بذكر نماذج منها :

  • وفد ثقيف : استجاب الله تعالى دعوة نبيه حين قال : «اللهم أهد ثقيفاً وائت بهم» فقد أرسلت ثقيف وفداً إلى رسول الله في رمضان من السنة التاسعة للهجرة، بعد عودته، من غزوة تبوك، معلنين إسلامهم، وإسلام قبيلة ثقيف، فأرسل رسول الله معهم أبا سفيان، والمغيرة بن شعبة، فهدما "اللات" وهي واحدة من أشهر معبودات المشركين. 

  • وفد طيء : قدم هذا الوفد برئاسة "زيد الخير" وكان فارساً مشهوراً بكرمه وفروسيته ورجاحة عقله، ولذلك سماه رسول الله: "زيد الخير" فأسلم وحسن إسلامه، وأسلم قومه. 

  • وفد اليمن إلى الرسول : قدم من اليمن وفود عديدة منهم :
  1. مالك بن مرة الرهاوي، الذي سلم رسول الله ﷺ رسالة من ملوك حمير، وهم : الحارث بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والنعمان بن قيل ذي رعين، وهمدان، ومعافر، يعلنون فيها إسلامهم ونبذهم للشرك، وبعث إليهم رسول الله ﷺ رجالاً من أصحابه أميرهم معاذ بن جبل. 
  2. وفد الأشعريين اللذين قدموا وهم يرتجزون: "غداً تلقى الأحبة، محمد وحزبه"، وكانوا قد أسلموا من قبل، وهاجر بعضهم إلى المدينة، فلما رآهم رسول الله وهم بهذا الشوق والحماس قال : «أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، والين قلوباً، الإيمان يمان، والحكمة يمانية. 
  3. وفد همدان الذي جاء للتعرف على الدعوة الجديدة، وفهم مقاصدها، فأحسن رسول الله ﷺ وفادتهم، وكتب لهم كتاباً عهد لهم فيه ما سألوه، وأمر عليهم مالك بن النمط، واستعمله على من أسلم من قومه، ثم بعث رسول الله بعد ذلك علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى هدان، فقرأ عليهم كتاب رسول الله، فأسلموا جميعاً، فكتب علي إلى رسول الله يخبره بإسلام همدان، فلما قرأه خر ساجدا، ثم رفع رأسه فقال : "السلام علی همدان، السلام علی همدان".

وتتابع وصول وفود القبائل اليمنية إلى المدينة المنورة، ومنها وفد كندة وفيهم الأشعث بن قيس، ووفد زبيد وفيهم فارس العرب المشهور عمرو بن معد يكرب ، ووفد حضرموت، وخولان، وعنس، وبنو عامر بن قيس، والأزد، وبنو سعد هزيم بن قضاعة، وبنو أسد، وبهراء، ومحارب، وبنو الحارث بن كعب، وغامد ، وسلامان، وبنو عيش، ومزينة، ومراد، وذو رمة وغيرهم. 

  • وفد نجران : قدم وفد نصارى نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهدف الجدال والمساءلة، فأخذو يسألون رسول الله عما يقول في عيسى، فتلا عليهم آيات من القرآن الكريم تخبرهم بأمر عيسى عليه السلام، ثم عرض عليهم الإسلام، فلما رأى رفضهم للإسلام، وعدم قبولهم بما تلا عليهم من الآيات في أمر عيسى عليه السلام، وأكثروا في الجدال، دعـاهـم عليه الصلاة والسلام إلى المباهلة - الدعاء باللعنة من الله تعالى على الكاذب من الفريقين ـ وأحـضـر معه أولاده الحسن والحسين وفـاطـمـة وعلي بن أبي طالب رضي الله عـنـهـم وفي ذلـك نـزل قول الله تعالى: «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَٰذِبِينَ».

فلما رأوا منه الجد والعزم، خافوا على أنفسهم، وقال أحدهم: "فوالله لئن كان نبياً فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، فلا يبقى على وجه الأرض منا شعرة ولا ظفر إلا هلك" فحكموا رسول الله ﷺ في أمرهم، فقبل منهم الجزية، وترك لهم الحرية الكاملة في دينهم، وأعطاهم ذمة الله وذمة رسوله، وكتب لهم بذلك كتاباً. والجدل دوماً لا يصر عليه إلا كل مبطل معاند للحق، وأمثال هؤلاء تجدهم يقدمون مصالحهم الشخصية، فيجادلون أهل الحق، وهم يعلمون أنهم على باطل، ولذلك ينبغي للمسلم أن يمتثل دائماً قول الله تعالى: «ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ».

  • وفد قبيلة سعد بن بكر : وصل وفد قبيلة سعد بن بكر، وكان موفدها ( ضمام بن ثعلبة ) دخل على رسول الله وهو جالس في المسجد بين أصحابه أقبل يسأل : أيكم ابن عبد المطلب ؟ فقال رسول الله : أنا بن عبد المطلب، قال: أمحمد ؟ قال : نعم، قال : يا ابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة، فلا تجد في نفسك، قال: لا أجد في نفسي، فسل عما بدالك ، قال : أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعـدك، الله بعثك إلينا رسولاً ؟ قال : اللهم نعم . وأخذ يسأله عن الإسلام وفرائضه، ورسول الله يجيبه حتى إذا فرغ ، قال : إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وقال: سأؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص، وانصرف ، فقال رسول الله ﷺ : "إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة فعاد إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام، فأسلموا جميعا. وتتابع هذه الوفود يدل على مدى ما نالت الدعوة الإسلامية من القبول التام لدى القبائل العربية في أنحاء جزيرة العرب وأرجائها، فاقتنعوا بأمر النبوة، ودخلوا في الإسلام طائعين مسلمين لله ولرسوله. 

حسن إستقبال رسول الله للوفود

كان رسول الله ﷺ عند إستقباله الوفود يلبس نحسن ثيابه ويأمر اصحابه بذلك وكان يستقبلهم ببشاشة واحترام ويكرم وفادتهم ويصلهم بما هو أهله وكان ينزل الناس منازلهم ويعطي كل إنسان ما يستحقه من التقدير والتكريم كما خصص لهم مخيماً في فناء المسجد لكي يسمعوا القرآن ويروا المسلمين إذا صلوا وكان يدعوهم إلى الإسلام ويعلمهم شرائعه ويعطيهم الهبات والجوائز عند انصرافهم ويؤمر عليهم واحداً منهم ويرسل معهم أحد الصحابة يعلمهم ويفقههم في أمور الإسلام وكان يرسل معهم رسائل لرؤسائهم وكان يودعهم أحسن توديع فاستطاع عليه الصلاة والسلام بعظيم أخلاقه أن يؤثر في نفوس الوفود تأثيراً بالغاً جعلهم يحرصون على تعلم أمور الإسلام فيرجعون إلى أقوامهم دعاه إلى الله وصدق الله حين وصفه بقوله ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ ).

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (3.4مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
تعرف على عوامل إرسال وفود العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والدروس المستفادة من عام الوفود.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى ما الحل، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.

التصنيفات

...